Bassel Najjar

باسل نجار

قصة ابو عبدو

ابو عبدو رجال من فسط حلب مازال عايش بحلب بعد اكتر من عشر سنين حرب و اليوم ننفرجيكن حياته اليومية،
ابو عبدو متل بيته بشبه شوي كبير وشوي تعبان و قسم كبير منه هرهر بعد كم هاون و تغير شكله شوي بس معالمو لساتا واضحة و لساته واقف على اجريه،
عبينتظر و بصبر ان مع الزمن بصير عنده القدرة ليصلح كلشي و متل ما هو بقول: " بكرا بجي يوم و بتنحل و برفعوا هالعقوبات".

ابو عبدو متل مابقولو رجل المهمات الصعبة وعنده المهمة الصباحية على دور الخبز يلي ما مبين اوله من آخره بوقف ابو عبدو عالدور لياخد حصته لتكفيه اليوم و هو عبفكر ان لسا عنده دور السكر و الزيت و الرز و المازوت و ... ابو عبدو ما برجع اوقات للظهر ليكون حقق اول انجاز بيومه، بس متل ما بقولو وجهه ما بضحك لرغيف السخن و مع هيك بس اخد خبزاته بشكر الله و بقول : "بكرا بجي يوم و بتنحل و برفعوا هالعقوبات".

جينا للمهمة التانية بيومه اجا وقت الشغل، ابو عبدو عامل مياوم بروح هو و رفقاته بالحارة و بياخدو معن هالموجود من غراض و عدة و بدورو على هالبيوت و المباني الكبيرة يلي خربتها الحرب يلي عبتتصلح و بيطلعو على هالمباني و الواجهات العملاقة كل يوم و بدون اي عوامل امان او سلامة او حتى احذية و مع هيك بشتغل على امل ان بكرا يلاقي شغل احسن و مناسب و بقول: "بكرا بجي يوم و بتنحل و برفعوا هالعقوبات".

طبعا بحكم شغله ابو عبدو مضطر يعمل زيارات متكررة عند الدكتور يا بمشفى الجامعة يا بالعيادات الخارجية لانه طبعا مجانية بس عنده وقفة دور يلي باسرع زيارة خمس او ست ساعات يعني اقل من نص يوم و بالنهاية بطلع و معه وصفة ادوية جديدة اطول من يلي قبلها و مافي منها بالصيدليات بس ابو عبدو دايما عنده حل بديل حبتين سيتامول و بقول: "بكرا بجي يوم و بتنحل و برفعوا هالعقوبات".

ابو عبدو بيعرف انو الحياة صارت اصعب وكل يوم بيعدي عليه متل القبله بس بيفرق انو عنده بصيص الامل الصغير يلي مخليه يكمل و يوقف على اجريه، و كم ابو عبدو موجود حولينا و بحياتنا و بداخلنا.

يوجد بداخلنا ذلك الرجل الاربعيني الذي عاصر سنوات الازمة وهو لا يزال في منتصف عمره ..بل في منتصف كل شيء .. منتصف امله .. منتصف الازمة .. منتصف الانتظار .. و منتصف الحياة التي يعيشها ب : «بكرا بجي يوم و ... »

Previous
Previous

Nassif Elias

Next
Next

Habib Al Ahmad